تنتمي هذه الورشة التي وقع تنظيمها من 14 الى 17 أوت بمنزل تميم الى محور “تعميق الثقافة السينمائية” من مشروع “صور مشتركة” لسنة 2023. وهي ورشة في تحليل الأفلام نظمت بحضور المخرج الجيلاني السعدي وبشراكة مع جمعية “صدى” والمركز الثقافي ريدار وهكة للتوزيع بدعم من المركز الوطني للسينما (فرنسا) والمعهد الفرنسي بتونس. وأشرف على الورشة كل من الجيلاني السعدي وشيماء شرفان وإنصاف ماشطة وتابعها 15 مشارك ومشاركة (طلبة في السينما ومنشطي نوادي السينما).

ليست هي الورشة الأولى من نوعها التي نظمتها مسارب. في دسمبر 2022، دعونا المخرج الشاب المغربي-الفرنسي، ياسين كنية، الى مرافقة عرض أفلامه وتحليل مشاهدة منها في اطار ورشة تحت عنوان “في كواليس أفلام ياسين كنية” لتمكينه من الحديث عن كواليس إخراج تلك المشاهد من الكتابة الى التركيب. كان هذا هو التمشي الذي اعتمدنا عليه مع الجيلاني السعدي أيضا. تم عرض الأفلام في السهرة وكانت العروض مفتوحة للعموم، أما حصص تحليل الأفلام فوقع تنظيمها في اليوم التالي لكل عرض وكانت مغلقة وموجهة للمجموعة التي وقع اختيارها لمتابعة الورشة.

من أهداف الورشة :

  1. التعريف بأفلام الجيلاني السعدي في مدينة منزل تميم حيث عرضت لأول مرة بمناسبة الورشة.
  2. التفكير الجماعي حول هذه الأعمال خلال حصص التحليل السينمائي عبر التعليق على المشاهد أو تقفي آثار بعض الخاصيات الشكلية في فلم معين.
  3. تفسير بعض اختيارات الإخراج من قبل المخرج لربط تحليل الصورة بصناعتها.

تعتمد الأفلام التي وقع اختيارها على التجريب في استعمال آليات التصوير وأدواته : كاميرا المراقبة (فيلم “في دمي” الذي صور سنة 2009 ووقع عرضه لأول مرة في تونس سنة 2018)، الجوبرو (بدون، بدون 2 وبدون 3 بين 2012 و2018)، الدرون (عصيان، 2021). يخلق هذا التجريب نوعا من عدم التجانس على مستوى وجهة النظر وضربا من الارتباك في تمثلات الواقع وهو مرتبط أيضا، كما يقول الجيلاني السعدي، بالتحولات السياسية وتيه الشخصيات التي اختارت القطيعة. استكشفنا خلال الورشة الاختيارات الفنية وتقبل الجمهور لها وذلك من مرحلة الكتابة الى التركيب، مرورا بالتصوير الذي يتعلق عادة عند الجيلاني السعدي بظروف انتاج تتيح التجديد الشكلي. تحليل أعمال الجيلاني السعدي بحضوره مكننا من التفكير في التغيرات التي طرأت على الصورة السينمائية منذ 2011.