في هذه الحلقة الثالثة حاولنا التطرّق إلى مسألة الحدود والتنقّل في السينما من خلال أعمال أغلبها حديثة العهد ومتنوّعة : أفلام وثائقية وروائية؛ أشرطة قصيرة وطويلة من سجلات متنوّعة وتطرح بطرق مختلفة العلاقة بالمكان وتتطرّق إلى المعاني، المباشرة والمجازية، لِكلمة “حدود”. أغلب الأفلام أخرجها سينمائيون شبان من مختلف البلدان وصوّروا أماكن وحدودا مختلفة : في “الأقباط والعذراء وأنا” يعود نمير عبد المسيح إلى أحد أصوله، الصعيد؛ ويصوّر جاكوب بروس في “عندما عبر پول البحر” حدود مليلية، أحد المعابر نحو أوروبا؛ وفي “السيدة تحت الرماد” تصوّر سميّة بوعلّاڤي مقام السيدة المنوبية كمكان مُفعَم بالإيمان وقع اختراقه بعنف؛ ونرى في “آخر واحد فينا” لِعلاء الدين سليم عبور أرض غريبة أدّى إلى ما وراء حدود بحرية غامضة؛ وفي “واجب” لِآن ماري جاسر تبقى الحدود خارج الحقل أثناء جولة في مدينة الناصرة. أما عن الأشرطة القصيرة المُبرمجة ـ “عيسى” لكليمان تريين لالان، و”اغتراب” لعلاء الدين أبى طالب، و”جوع” لجميل بالوصيف، و”فوايي” لإسماعيل بحري – فهي تعالج مسائل الاستقرار الممنوع، والعبور، أو الفضاء العام، وذلك بداية من الواقعية إلى التجريب والهزل مرورا بالسينما التحريكية. دارت العروض والنقاشات وورشة الإخراج الوثائقي التي قامت بتنشيطها سمية بوعلاڤي وشيماء شرفان ويوسف بن عيسى في “الإيكونوما”. أما ورشة تحليل الأفلام فقد كان مكانها إعدادية “النجاح”، وشارك فيها أعضاء نادي سينما الإعدادية نفسها، ووقع تنشيطها من قِبل هاجر بودن وإنصاف ماشطة وهشام بن بوبكر، منشط نادي السينما الذي ساهم أيضا في تنشيط النقاشات إثر العروض المفتوحة للعموم في “الإيكونوما”. ووقع إخراج شريطين وثائقيين في إطار ورشة الإخراج.

صور: فاطمة بالهادي
فيديو: فاطمة بالهادي