ورشة نقد الأفلام، دار باش حانبة، من 13 الى 19 جويلية، 2022

تندرج ورشة النقد السينمائي التي نشطتها هاجر بودن وإنصاف ماشطة في مشروع “سيني مسارب الطفولة” الذي ننجزه بشراكة مع جمعية “الشارع فن” وبدعم من المعهد الفرنسي بتونس. وهي موجهة إلى اليافعين واليافعات الذين تباعوا واللاتي تابعن حصص العروض والنقاشات بدار باش حامبة على مدار السنة الدراسية. بعض اليافعات تابعن هذا النشاط للمرّة الخامسة على التوالي وقد شاهد الفريق العديد من الأفلام وامتلك بعض المفاهيم المتعلقة بتحليل الأفلام كما تدرّب على قراءة الصورة.

تكفلت، في السنة المنقضية، جمعيتا الشارع فن ومسارب بتدريب لجنة تحكيم وذلك بطلب من المهرجان الإيطالي “مونتي لوكال يونغ”. كونت مجموعة الأطفال واليافعين واليافعات لجنة تحكيم، قيّمت الأفلام التي أخرجها تلاميذ وتلميذات مدارس إعدادية وثانوية بإيطاليا وحررت مقالا عن الفيلم الفائز بالجائزة. كانت أوّل تجربة في ميدان الكتابة النقدية يخوضها المشاركون والمشاركات.

انطلقت فكرة تنظيم هذه الورشة المخصصة للنقد من رغبتنا في مواصلة تجربة السنة الفارطة. 

انطلقنا من أفلام تمت مشاهدتها خلال السنوات الخمس الفارطة. وتم تشريك الأطفال واليافعين واليافعات في اختيار الأفلام المبرمجة في الورشة، اذ اقترحنا عليهم وعليهن، قبل الورشة، قائمة تحتوي على عشرين فلما واختارت أكثر المشاركات حضورا في العروض الأفلام التالية : “البالونة الحمراء” لأربار لاموريس، “وجدة” لهيفاء المنصور، “مسافر” لعباس كيارستامي، “القطة” لجاك تورنور و”ادوارد ذو الأيادي الفضية” لتيم بورتن. أعدنا مشاهدة الأفلام خلال الورشة وتلتها نقاشات طويلة، وحصص في التحليل السينمائي توقفنا فيها على مشهد من كل فيلم وتم التعليق على المشاهد بطريقة تفاعلية.  اختيار المشاهد تم كذلك بطريقة جماعية. فسرنا للمشاركين والمشاركات أن الغاية من النقاشات والتعليق الشفوي هو مساعدتهم ومساعدتهن على صياغة فكرة ينبني عليها المقال ويقع تطويرها تدريجيا. كما أكدنا على حرية اختيار اللغة : العربية، الدارجة التونسية أو الفرنسية. وقد عبر أغلبهم.هن على صعوبة تصورهم.هن للمقال وحاولنا قدر الإمكان الإجابة على تساؤلاتهم.هن. ولكن منذ اليوم الثاني أتى البعض بأفكار وقعت مناقشتها بعد حصص نقاش الفيلم وتحليل المشهد الذي وقع اختياره يومها. شجعناهم على تطوير الأفكار وعلى الكتابة بطريقة تدريجية. في اليوم الثالث اقترح علينا البعض فقرات قرأناها وناقشناها إثر العروض والنقاشات ولم يتم ذلك بطريقة جماعية بل مع من حاول الكتابة، اذ فضلنا المرافقة القريبة لصاحب.ة المحاولة. بينما انعزل الآخرون للتفكير ومحاولة الكتابة. ولمساعدة البعض، اقترحنا عليهم.هن إعادة مشاهدة بعض المشاهد بشكل فردي. خصص اليومان الخامس والسادس كليا للكتابة وتم ذلك عبر المراوحة بين العمل الفردي ونقاش النص مع احدى المنشطتين. وفي الحقيقة، لم نكن نتوقع أن تكون حصيلة الورشة 5 نصوص، فكان انخراط المشاركين في هذه التجربة مفاجأة سارة.

فيما يلي النصوص التي وقعت كتابتها

المقال الأول

“الأنبولة الحمراء”، لألبير لاموريس: خْليقة ولّا صْنيعة؟

بِقلم نورشان  الدّكومي (17 سنة)

 

 

أوّل حاجة يمكن نلاحظوها في فيلم ألبير لاموريس الأنبولة الحمراءLe ballon rouge – من خلال العنوان هو التحدّث على جماد. في البداية يكون وجود الأنبولة عادي ولكن تدريجيّا تتحوّل لشخصيّة متكاملة وتلعب دور رئيسي في الفيلم. في أوّل مشهد نراو شخصيّة طفل مش واضحة، ما نشوفوش وجهُه خاطر مصوّر من بعيد ومن تالي. نتعرّفو عليه – باسكال – وقت الي نتعرّفو عالأنبولة. نراوه يطلع فوق البوتو متاع الضّوء الي مربوطة فيه ويحرّرها. من غادي نراوهم بوضوح وتتكوّن صداقة بيناتهم.

 

مالأوّل الطفل ما كانش ينجّم يسيّب الأنبولة. في طريقُه للمدرسة، كيف رفض موظّف الكار يطلّعُه مع الأنبولة، رغم خيبة الأمل الي ترسمت على وجهُه، مشى على ساقيه، المهمّ يحافظ عليها وما تضيعش عليه. وهنا نشوفو شدّة تعلّقه بها. في الطريق نراو نظرة الاستغراب في عينين العباد كاينّهم أوّل مرّة يراو أنبولة، وهذا يزيد يأكّد على أهمّيتها في الفيلم. كي رجع للدّار، المرا الي معاه خرّجت الأنبولة من الشباك لكن الأنبولة قعدت تستنّي فيه. في الحقل الكُل نراو صورة بناية لونها داكن وأنبولة الحمراء واقفة قدام شباك. اختلاف الألوان، الغامق والفاقع، عطى جمالية كبيرة. من بعد نراو باسكال دخّل الأنبولة للدّار. من غادي تدعّمت علاقتهم وتبنات ثقة وتخلـّصو من عدّة قيود وعطاها حُرّية نراوها في المشهد الي بعدُه: ما عادش يشدّها، ولّي يحكي معاها ويعاملها كشخص. ولّات تتبّعُه في البلايص الكل وهنا ظهر نوع من الغرابة في حركاتها.

 

من أكثر المشاهد الي تتجسّد فيها الغرابة وقت الي مشاو مع بعضهم للسّوق. استمرّت نظرة الاستغراب من قِبل الناس لكنّها هنا هي نظرة مُنتَظْرة بسبب حركات الأنبولة. كاينّها تشطح. كاينّي تحبّ تشوف روحها في المرايا. من الأوّل تبان خايفة ومتردّدة. من بعد قعدت تخزر وتتحرّك كاينّها تتعرّف على روحها. في نفس الوقت باسكال يتفرّج في لوحة مصوّرة فيه طفلة لكنّه فيسع ما فقِد الأنبولة ورجع يلوّج عليها. في المشهد هذا يطغى الشكل الدائري الي يفكّرنا في شكل الأنبولة ويعبّر على مرونة الحركة متاعها، كيما الكواترو المدوّر والحلقة الي في يد الطفلة والمرايات.

 

علاقة باسكال بالأنبولة مميّزة ومختلفة برشا على معاملة الصغار الأخرين ليها. نشوفوه هارب بيها وهوما خالطين عليه في حومة بكُلّها زناقي ضيّقة وهذا يزيد للفيلم ككل وللمشهد خاصّة نوع من عنصر تشويق، كاينّه المخرج يلعب بالظاهر والمتخبّي. نراو الطفل يهرب ويتخبّى كاينّه يلعب في الغمّيضة والكاميرا ثابتة. مرّة تورّينا باسكال والأنبولة ومرّة الأولاد. ساعات تصوّر من قدّام كاينّي تستنّى في الشخصيّات، وساعات من تالي كاينّي خالطة عليهم، وساعات من الفوق كاينّها متخبّية هي بيدها. يظهر كاينّه الزناقي هاذوكم هوما الي يحميو في باسكال وأنبولتُه، خاطر أوّل ما خرج منهم خسرها، وهذاكا أكثر جزء حزين في الفيلم: واحد مالأولاد ضرب الأنبولة. في المشهد هذا بالذات، طريقة التصوير أكثر إيحاء من حيث تشخيص الجماد. نراو احتضار الأنبولة الي تمّ تصويرها من قريب حتّى لين اجتاحت الحقل الكل. تبدا تتحرّك والكاميرا تتبّع فيها ومن بعد تقرب منها أكثر وهي ماشية وتتكمّش وتتقلّص وكاينّها عرقت. هنا نحسّو بفقدان شخص حقيقي.

 

بعد موتها ترجع الأنبولة مجرّد جماد. كاينّه كان فيها روح ومشات. لكن الروح متاعها مشات للأنبايل الأخرين وحوّلتهم من جماد إلى كائنات حيّة تنقّلو من البلايص الكل لمساندة باسكال، ننجّمو نقولو باش ينسّيوه حُزنُه. ووقت الي طاروا بيه  في السماء كاينه هو بيده تحوّل لأنبولة خذات من روح الأنبولة الحمراء وجنّحت معاهم.

المقال الثاني

نقد سلطة المدرسة في “وجدة” لهيفاء المنصور

بقلم أسماء الزروقي (17 سنة)

“وجدة” فيلم سعودي من اخراج هيفاء المنصور.هو أول فيلم روائي طويل الي شاركت بيه السعودية في عدة مهرجانات وتحصل على العديد من الجوائز. يحكي على شخصية اسمها وجدة، تحلم تشري بسكلات، هو حلم بسيط أما صعيب تحقيقو في المجتمع السعودي. وفي نفس الوقت عبر الحلم هذا عن قوة الرغبة عند الشخصية واصرارها للوصول الى الهدف، وهذا ما تتفرد بيه الشخصية.

نلاحظو انو أحداث الفيلم تصير أغلبها في المؤسسة التربوية، الي بدا بيها الجينيريك. الكاميرا في بداية الجينيريك محطوطة على مستوى الأرض. كينها المخرجة بدات تعرفنا على الشخصيات من ساقيهم قبل ما نشوفوا ملامح وجوههم. الشخصيات الكل لابسة صبابط كحل وكلاسط بيض، ثمة شخصية وحدة لابسة “كونفرس” في المستوى الخلفي المضبب من الحقل. مبعد الكامىيرا طلعت ووراتنا شطر بدنهم والكلهم يدرجحوا بساقيهم في نفس الحركة على وقع إيقاع أنشودة دينية نسمعوها من خارج الحقل ونسمعو التلميذات يرددوها. في اللقطة الثالثة المعلمة عيطت عليهم وطلبت منهم ياقفوا في صف ويركزوا. هوني الكاميرا دارت وراتنا ملامح الشخصيات الي الكلهم بنات، رابطين شعرهم، الا وحدة مسيبتو. نفهمو انهم في مدرسة. نشوفو زوز تلميذات متعدين، نفس التلميذة الي مسيبة شعرها سلمت عليهم باشارة وضحكتلهم. المعلمة عيطت عليها ونبزتها وآمرتها تقدم. لهنا الكاميرا تتحط على مستوى الأرض من جديد وياقع التركيز الكبير على “الكونفرس”. الشخصية تحطت في موقف محرج وحشمت ومبعد تم طردها من القاعة. يعني العقاب تعرضتلو من أول الفيلم. كي خرجت وقع التركيز مرة أخرى عل “الكونفرس”. من الجينيريك نفهمو تفرد الشخصية واختلافها عل الأخرين. يوفا الجينيرك ويظهر عنوان الفيلم “وجدة” الي هو اسم الشخصية الرئيسية..

في المشاهد المتعلقة بالمؤسسة التربوية، نتعرفو فيها عل الممنوعات والقيود الي تفرضها المدرسة بحجة الدين. ونراووا التسلط على التلميذات وأجسادهن خاصة من مديرة المدرسة الي هي احدى الشخصيات الي تجسد السلطة في الفيلم. هي الي تفرض على التلميذات الالتزام بقوانين صارمة والي تخرج على سيطرتها، تتم معاقبتها او طردها تماما. سلطة المديرة تتجاوز الفضاء المدرسي، مثلا في المشهد الي أمرت فيه وجدة تحط العباية على راسها وما ترجع غدوة كان بيها.

في مشهد آخر، نراوو زوز تلميذات في ساحة المدرسة، يعملوا في حاجة بسيطة ياسر، يرسمو في نجوم على ساقيهم، ولكن فيها خرق لقوانين المدرسة. وحدة منهم دخلت يدهها تحت روبة صاحبتها باش تجبد ملون الأضافر الي طاح صدفة غادي. في لحظة ما كانوش ينتظروها، باغتتهم المديرة واعتقدت انهم يمسو في أجساد بعضهم ومن غير ما سمعتهم حكمت عليهم وما اهتمتش برايهم. في المشهد الي بعدو، اجتمعت بالتلميذات الكل في الساحة وخاطبتهم ببوق وأمرتهم بعدم القيام بأي حاجة تخالف قانون المدرسة، منها رسائل الاعجاب الي تتبادلها التلميذات. في الزوز مشاهد هاذي نفهمو انو المديرة خايفة من نشأة علاقات مثلية، خاصة ان المدرسة مدرسة بنات.

المشاهد الي صاروا داخل مكتب المديرة، أغلبها مشاهد عقاب وهنا يتحول المكتب الى محكمة.

نرجعو لشخصية وجدة الي هي الشخصية المتفردة، من اختلافها نحسو انو علاقتها مع المدرسة متوترة. وجدة استعملت حيل باش تلم الفلوس وتشري بسكلات. من بين الحيل هاذي مشاركتها في مسابقة القرآن واستعمالها للخطاب الأخلاقي وقت الي وعدت -المديرة باش تولي كيفها كيف بقية التلميذات. بالرغم انو وجدة ترى صعوبة في قراءة القرآن وحفظو وتجويدو، لكن حاولت. وفي مشهد المسابقة، فازت وجدة بالجايزة الأولى ووقتلي سألتها المديرة شنية باش تعمل بالفلوس، بكل عفوية وجدة قالت “باش نشري بسكلات”. المديرة ما عجبتهاش الإجابة، ورينا علامات الغش على وجهها وقالت : الفلوس باش نتبرعوا بيها لاخواننا في فلسطين”. والحجة هاذي مستعملة لاخراس أي صوت جريء. وجدة حست انو ما عادش ثمة مجال للالتجاء للحيلة.

من خلال مشاهد المدرسة، المؤسسة التربوية تمثل سلطة أخلاقية دينية، لكن وجدة في آخر الفيلم كسرت القيود ووصلت لحلمتها بفضل أمها الي اقتنعت باصرارها ورغبتها انها تشري بسكلات.

المقال الثالث

“المرأة القطّة”، لجاك تورنور: أسطورة لعنة

 

بقلم نور الدين بالقاضي (15 سنة)

 

المرأة القطّةCat people – فيلم أخرجه جاك تورنور سنة 1942 يتحدّث عن امرأة تُدعى إيرينا هي أصيلة قرية في صربيا وتعتقد أو تخشى أن تكون قد ورثت عن أجدادها منذ العصر القديم لعنة تحوّل البشر إلى حيوانات من فصائل القطط الكبيرة والشرسة.

 

في أوّل الفيلم تعرّفت إيرينا، في حديقة الحيوانات وتحديدا أمام قفص الفهد الأسود، على أولفر. بدأت بينهما قصّة حُب وتزوّجا. لكنّ علاقتهما كانت في خطر بسبب اللعنة وأساطيرها: إيرينا بدأت تغار من الصداقة التي تربط أوليفر بزميلته أليس، والغيرة من بين الأحاسيس التي قد تتسبّب في خروج شرّ اللعنة بداخلها. نرى ذلك في مشهدين قامت فيهما إيرينا بتخويف أليس: الأوّل في الشارع والثاني في المسبح وهو المشهد الذي سوف نحاول تحليله.

 

كانت أليس على وشك الدّخول إلى المسبح فلاحظت قطّة سوداء صغيرة تحيل ملامحُها إلى الخوف والتوتّر وكأنّما شيئا يرعبها وهي تحدّق في الدّرج. حدّقت أليس في القطّة ثمّ في الدّرج. ابتعدت القطّة وتقدّمت أليس لتستكشف المكان وفجأة لمحت خيالا خاطفا ينزل الدرج فارتعبت وانطلقت نحو المسبح. ارتمت في الماء محدّقة هنا وهناك. ازداد رعبها بعد انطفاء الأضواء ورجوعها. مرّ ظلٌّ سريع على جدار لكنّ أليس لم تلمحه لأنّ نظرتها كانت مشتّتة. وجهة النظر ليست دائما وجهة نظرها فزاوية التصوير هي بدورها متعدّدة وتحيل إلى زاوية نظر أخرى مجهولة توحي بحضور غير مرئي. أليس لا ترى دائما ما يراه المتفرّج وهذا يزيد من هشاشتها. سمعت صوت صرخة مزدوجة بين صوت امرأة وصوت قطّة شرسة. هلعت أليس بطلب الإغاثة واستمرّت في الصّراخ حتّى أشعلت إيرينا الضوء وبانت وعلى وجهها علامات الاستفزاز وبرودة الدم فنفهم أنّها هي التي كانت وراء ما حدث. ثمّ انصرفت وحين هدأت أليس اكتشفت أنّ رداءها ممزّق كأنّما عبثت به مخالب شرسة.

 

هل تعمّدت إيرينا إخافة أليس أم أنّها لم تستطع كبح الشرّ الذي تعتقد أنّه بداخلها؟ هناك من ناحية نوع من اللذة تشعر بها عند إيذائها لمن يزعجها أو يمثّل عائقا في حياتها، وهناك من ناحية أخرى خوفها من اللعنة وإمكانية تحرّر غرائز متوحّشة فيها تريد بالعكس مقاومتها. كل الشريط بحث عن توازن مستحيل مبني على هذه الازدواجية بين الرغبة والخوف، بين الاندفاع والكبح، وتساؤل حول حدود الإنسانية والحيوانية.

 

 

المقال الرابع

مُسافر لِعبّاس كيارستمي: الطفل والسلطة

بِقلم زينب المنّاعي (15 سنة)

“مُسافر” هو فيلم إيراني للمخرج عبّاس كيارستمي خرج عام 1974. أوّل مشهد يبدا بأولاد يلعبو في الكُرة وكي نقدّمو نفهمو الي الأولاد قاعدين يحاولو يهربو من السلطة الي عايشين تحتها في المدرسة وفي ديارهم.

 

الفيلم يحكي على أنواع متعدّدة من السلطة. ثمّة سلطة المدير عالتلامذة. كي جات أمّ قاسم باش تشكي للمدير من ولدها إنّه ما يحبّش يقرا، وديما يلعب بالكُرة،  ووصل سرق لها فلوس، المدير عيّط للطفل وسألُه: سرقت لأمّك الفلوس؟ قاسم خاف وجاوب: لا. عاود المدير سأله وعاود قاسم قال له لا. المدير شدّ عصا وبدا يضرب في الطفل على يديه وهو يبكي وأمّه تخزر ساكتة. في المشهد الي بعدُه نتنقّلو للقسم، نسمعو قاسم كيفاش يتضرب ولا التلامذة ولا المعلّم حاسين بيه، كان صاحبُه المُقرّب نشوفوه يتألّم ومقهور عليه. وحتّي كيف رجع قاسم للقسم يبكي المعلّم ما سألوش وما كلّموش، كاينّه شيء ما صار ولّا كاينّه الي صار حاجة عادية ما تستحقّش الاهتمام. هذاكا الي يخلّينا نفهمو إنّه المعلّمين لا يسألو التلامذة لا يسمعوهم، ما يتكلّمو كان باش يفهّمو الدّرس.

 

وحتّى في العائلة ما نهربوش من عنف السلطة. والسلطة في العائلة وجهين: من جهة الأمّ ما تسمعش ولدها ومن جهة أخرى ما تعرف تقول له كان اقرا، ما تكلّمه على حتّى شيء آخر كان عالقراية. حتّي كيف سرق لها الفلوس ما حكاتش معاه والتجأت طول للمدير. والبو لا يتواصل لا مع مرتُه لا مع ولدُه، كاينه دَوْرُه الوحيد هو إنّه يصرف عليهم. نتصوّر هذا السبب الي خلّى قاسم يلتجئ لحِيل كِما سرقة الفلوس والكذب على أصحابو وتصويرهم بمصوّرة ما تخدمش باش يحاول يلمّ فلوس ويحقق حلمه ويسافر  لطهران يتفرّج في الماتش.

 

أمّا حتّى كي سافر تبّعُه وجه آخر من السلطة. في المشهد ما قبل الأخير نشوفو كيفاش الطفل ضحّى باش يشري التيكي ويدخل للسّتاد.  قبل ما يبدا الماتش مشى يرتاح ياخي هزّه  النوم وبدا يحلم إنّ هو في المكتب وأصحابُه يجريو وراه، والمدير شدّه يضرب فيه بالفلقة، وأمّه قدّامُه تخزر لُه وما تكلّمتش، كِما في الحقيقة. فاق، تلفّت وشاف الدنيا فارغة. طلع وين باش يقعد يتفرّج في الماتش لكن عرف الي الماتش وفى، الماتش الي ضحّى عليه وعمل حاجات أكبر من طاقتُه باش ينجّم يتفرّج فيه. حتّى كيف هرب من السلطة تبّعته وتجسّدت في تأنيب الضمير وفي نهاية الأمر منعُه كابوس من تحقيق حلمه.

 

بين المدرسة والعائلة، السلطة في الفيلم كاينّها شخصيّة متعدّدة تمارس في العنف على الطفل.

 

المقال الخامس

“إدوارد ذو الأيادي الفضية”، لتيم بارتن

 

بِقَلم حليم بالقاضي (12 سنة)

 

” إدوارد ذو الأيادي الفضية” شريط أخرجو تيم بارتن سنة 1990. في بداية الفيلم نتعرّفو على مرا اسمها بيغ راكبة في كرهبة تخزر للمرايا المدوّرة رات فيها قصر كبير فوق جبل أكحل وفايت السحاب كاينه خارج من خرافة قديمة. قرّرت باش تدور وتمشي لُه. كيف توصل نراوها من وجهة نظر مش مُحدّدة. دخلت من باب مكسّر تلقى روحها قدّام بوّابة كبيرة واحنا باقي مش عارفين شكون يخزر لها. هذا يخلق تشويق ونوع من التخويف والإثارة. بعد البوابة تكتشف جنينة بكلّها نباتات وأشجار مقصوصة في أشكال مختلفة وعملاقة: زوز ديناصورات، ويد، وحيوانات أخرى منها أرنب وغزالة. المرا نشوفوها مرّة من قريب مرّة من الفوق، كاينّه ثمّة شكون يتجسّس عليها. خزرت للشباك الفوقاني، شافت خيال تعدّى فيسع، استغربت ودخلت للقصر. لقات روحها في بلاصة ظلام وسقفها عالي فيها أثاث مغطّي وماكينات كبيرة ودروج كبار وصمبة في شكل شبح. خزرت وراها وشافت خيال تعدّى يجري. بدات تطلع في الدروج وهي تعيّط كان ثمة حد وتقدّم في روحها وتطلب في السماح الي دخلت بلاش إذن وباقي ما جاوبها حد. الفوق تلقى نقبة كبيرة في السّقَف، شيمينية مكسّرة فيها برشا تصاور وكتُب. تلفّتت لتركينة ظلام نراو فيها حاجة تتحرّك بالشوية. عيّطت  المرا ياخي الحاجة هاذيكا تقدّمت في اتّجاهها: إنسان كاينه خايف وحاشم، وجهه مجروح وفي عوض يدين عادية عنده مقصّات حديد. بعد حوار معاه تهزّه المرا معاها للدار باش يكون فرد جديد من عايلتها.  اخترت المشهد هذا لأنّه ظهر لي أهمّ مشهد في الفيلم: فيه نتعرّفو على إدوارد، الشخصية الرئيسية الي كيف هبط من قصرُه وعاش مع سكّان المدينة أدخل على حياتهم روح جديدة.